زينتشنكو مستعدّ للقتال في أوكرانيا.. فهل من يحاسبه ؟
حرية التعبير “كذبة كبيرة” تكشفت للجميع بعد العدوان الصهيوني على غزة على خلفية عملية “طوفان الأقصى” و الحرب الروسية – الأوكرانية، التعاطف مرحب به في مكان وممنوع في آخر، التأييد ينال إشادة في مكان مقابل إدانة وتهديد في موضع آخر.
إزدواجية المعايير تعود إلى الواجهة مع إعلان مدافع آرسنال الإنكليزي ومنتخب أوكرانيا ألكسندر زينتشنكو إنّه “مستعدّ لمغادرة الدوري الإنكليزي لكرة القدم والانضمام إلى القوات الأوكرانية للدفاع عن بلاده”، مشيرا إلى أنّه “لا مجال للصداقة مع الروس بعد الآن”. تصريح جاء ردا على سؤال في برنامج إخباري مسائي على شبكة (بي بي سي)، إن كان سيقتحم الحرب دفاعا عن وطنه الذي يُقاتل ضد الرّوس.
لماذا زينتشنكو؟
المتابع يعرف أن لاعب منتخب أوكرانيا ومن أبرز الوجوه في البلاد. كانت له العديد من المواقف الداعمة لأوكرانيا، وأخرى داعمة للكيان الصهيوني.. حيث عمد إلى إظهار مظلومية بلاده أكثر من مرة و في أكثر من موقف.
بعد عمليّة طوفان الأقصى، نشر الظهير الأيسر عبر صفحته على تطبيق إنستغرام، صورة عبّر من خلالها عن تضامنه مع الكيان الصهيوني ليتعرّض لسيل من التعليقات المنتقدة لموقفه جعلته يُلغي خاصية التعليق للمتابعين.
بعد هذا المنشور، كان يُنتظر من إدارة أرسنال إتخاذ قرار تجاه لاعبها، خاصة بعد الذي حصل مع اللاعب المصري محمد النني عندما أعلن دعمه لفلسطين والفلسطينيين عقب الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومحاولة تهجير سكان حي الشيخ جراح ربيع العام 2021.
إدارة أرسنال لم تعاقب النني بشكل مباشر، إلا أنه استُبعد من تشكيلة الفريق في تلك الفترة إرضاءً لممولي النادي وللّوبي الصهيوني، في وقت تواجد زينتشنكو في التشكيلة الأساسية ضد مانشستر سيتي في اليوم التالي لإعلان تضامنه مع الكيان الصهيوني، ما يؤكّد ازدواجيّة المعايير في التعامل مع القضايا.
كثيرة هي الحالات التي حصلت مؤخرا وفيها تعرض كل مؤيد للقضية الفلسطينية الى إنتقادات واسعة، الجزائري يوسف عطال خسر مكانته في نادي ليل الفرنسي وحكم عليه بالسجن، في حين تعرض الإتحاد الدولي لهوكي الجليد لضغوطات كبيرة ليتراجع عن قراره من الكيان الصهيوني.
إتخذ الكثير من الرياضيين العرب والأجانب مواقف داعمة لفلسطين، فاتهموا بمساندة الإرهاب ومعاداة السامية
إزدواجية المعايير التي تعاملت معها إدارة أرسنال في موقف زينشينكو من جهة، وموقف النني ومسعود أوزيل من جهة أخرى، تنضم إلى لائحة طويلة من الحالات التي انحازت فيها الأندية والاتحادات العالمية لصالح الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين وقضيّتهم العادلة.
بنفس الأدوات ونفوذ الآلة الإعلامية التي دمّرت مسيرة العديد من الرياضيين الذين تضامنوا مع غزة وفلسطين، يستمر العمل على إخفاء الحقّ والحقيقة.. حقّ الفلسطينيين في الحياة.. وحقيقة أن فلسطين أرض عربيّة عزيزة “كانت وستبقى تسمى فلسطين”.
المصدر: موقع المنار الرياضي