مولر يسعى لمواصلة دوره الاستثنائي مع بايرن ميونيخ
يسعى المهاجم المخضرم توماس مولر إلى إظهار مدى أهميّته الكبيرة في صفوف فريقه بايرن ميونيخ الألماني عندما يحلّ ضيفاً على تشيلسي الإنكليزي الثلاثاء في ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، وذلك بعد عام على استبعاده من صفوف المانشافت من قبل المدرب يواكيم لوف.
ويعوّل بايرن ميونيخ كثيراً على الثنائي مولر وليفاندوفسكي شريك مهاجم بوروسيا دورتموند الدولي النرويجي الواعد إرلينغ هالاند في صدارة هدافي المسابقة القارية العريقة برصيد 10 أهداف لكل منهما.
وبدا تعويل المدرب الجديد للنادي البافاري هانزي فليك على مولر في المباراة القاريّة واضحاً عندما استبدله في الدقيقة 63 من المباراة التي فاز فيها بصعوبة على بادربورن 3-2 الجمعة في افتتاح المرحلة الثالثة والعشرين من البوندسليغا والتي سجّل خلالها ليفاندوفسكي ثنائيّة بينها هدف الفوز القاتل في الدقيقة 89.
وعزّز ليفاندوفسكي غلّته التهديفيّة القياسيّة في موسم واحد رافعاً رصيده إلى 38 هدفاً في 32 مباراة في مختلف المسابقات، وهو أعرب عن سعادته للعب مولر إلى جانبه. وقال “يكون الأمر سهلاً عندما يلعب توماس بجواري، إنه يساعدني كثيراً”.
وأضاف “لدينا دائماً لاعباً إضافياً داخل منطقة الجزاء عندما يلعب، ولدي مساحة أكبر ولا أكون مراقباً دائماً بلاعبين أو ثلاثة لاعبين”.
استمتاع ليفاندوفسكي بأعلى حصيلة تهديفية له في موسم واحد في مسيرته الاحترافية يوازيه تألّق مولر في التمريرات الحاسمة التي بلغ عددها 14 حتى الآن يتصدر بها اللائحة في البوندسليغا.
استعادة التألّق بفضل فليك
عاد المهاجم البالغ من العمر 30 عاماً إلى أفضل حالاته بعد نكسات كبيرة للنادي البافاري والمنتخب الألماني في عام 2019.
على غرار زميليه المتوّجين معه بكأس العالم 2014 ماتس هوملس وجيروم بواتنغ، تم إخبار مولر في آذار/مارس الماضي بأنه لم يعد يدخل ضمن مخططات المدرب يواكيم لوف في التشكيلة التي يعيد بناءها عقب الخروج المخيب من الدور الأول لمونديال روسيا 2018.
ثم في الخريف الماضي، وجد مولر نفسه مراراً وتكراراً على دكّة بدلاء النادي البافاري بسبب تفضيل المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش للبرازيلي فيليبي كوتينيو المعار من برشلونة الإسباني.
لكن عندما أقيل كوفاتش في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعاد المدرب الموقت فليك المهاجم مولر إلى التشكيلة الأساسية، غالباً على حساب كوتينيو، وكان الدولي الألماني السابق عند حسن الظن.
تألّق مولر بشكل رائع في فوزه على كولن 4-1 بصناعته هدفين للفرنسي كينغسلي كومان وليفاندوفسكي ليتقدم النادي البافاري 3-صفر بعد 12 دقيقة، ليؤكد نجاح فليك في الرهان على المهاجم الذي انضم إلى بايرن ميونيخ عام 2000 وخاض مباراته الأولى مع الفريق الأول عام 2009 قبل بلوغه عامه التاسع عشر.
ويسعى فليك الذي ثبت في منصبه أقلّه حتى نهاية الموسم الحالي، والنادي البافاري إلى الاستفادة من التألّق اللافت لمولر في الآونة الأخيرة وهما يعلمان جيداً أن عدم سعادته ليست بالأمر الجيد أبدا لمدربي النادي على المدى الطويل.
أصبحت علاقته متوتّرة مع الإسباني جوسيب غوارديولا بعد جلوسه على دكة البدلاء في ذهاب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا عام 2016 والتي خسرها أمام أتلتيكو مدريد الإسباني صفر-1.
كان مولر أحد اللاعبين الكبار في النادي البافاري الذين أعربوا عن تذمّرهم من المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي خليفة غوارديولا، وتسببوا في إقالته عام 2017 بعد نتائج سيئة.
أصبح مولر محبطاً جداً في عهد كوفاتش إلى درجة أن زوجته ليزا انتقدت المدرب في أحد مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يحل محله فليك.
مستغل للمساحات
ما يجعل مولر فريداً من نوعه هو أنه ليس مهاجماً، ولا لاعب خط وسط مهاجم، لكنه يصف نفسه بأنه “مستغل المساحات” حيث نقطة قوّته بفضل الركض السريع في الوقت المناسب والتمرير السريع كما أن وجوده داخل منطقة الجزاء يخلق مساحات لليفاندوفسكي.
وكان مولر صرح سابقاً عن مركزه المفضل، قائلاً “أحب أن أكون نشيطاً في المساحات خلف لاعبي وسط الفريق المنافس”.
وأضاف “هذا هو المكان الذي يمكن أن ألحق الأذى بالخصم أكثر من أي مكان آخر. أنا مزيج بين مهاجم ولاعب وسط مهاجم. أنا مستغل للمساحات”.
نجاحاته تتحدّث عن نفسه. كان أساسيّاً في تتويج النادي البافاري بالثلاثيّة التاريخيّة عام 2013: الدوري والكأس المحليان ومسابقة دوري أبطال أوروبا. فاز بالدوري المحلي ثماني مرات، ورفع الكأس المحليّة في برلين خمس مرات.
في 100 مباراة دوليّة سجّل 38 هدفاً بينها 10 أهداف في نهائيات كأس العالم برصيد خمسة أهداف في جنوب أفريقيا 2010 ومثلها في البرازيل 2014.
مستواه الحالي يعني أنه لا يزال بإمكانه الدفاع عن ألوان ألمانيا في بطولة دولية كبرى هذا الصيف بعد أن تم اختياره ضمن التشكيلة الأولية للمنتخب الألماني في أولمبياد طوكيو.
المصدر: وكالات