غوارديولا يدفع ثمن تغيير أسلوب لعبه
دفع الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنكليزي ثمن تغيير أسلوب لعبه ووقع ضحيّة رهانه التكتيتي ليخرج من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمام ليون الفرنسي السبت، في مواجهة دخل إليها مرشّحاً للفوز، لتستمر عقدته في هذه المسابقة منذ رحيله عن برشلونة الإسباني.
يقول العالم الألماني ألبرت إينشتاين إن “الجنون، هو أن تكرر الأمر ذاته وتتوقع نتيجة مختلفة”.
يعتبر غوارديولا أحد أنجح المدربين في عالم المستديرة إذ حقّق ما مجموعه ثمانية ألقاب في بطولة الدوري المحلي في كل إسبانيا، ألمانيا وإنكلترا إضافة إلى لقبين في دوري أبطال أوروبا.
إلا أن لقب المسابقة الأوروبيّة الأهم لا يزال غائباً عن خزائن النادي الإنكليزي رغم المليارات التي أنفقها.
غوارديولا مهووس بكرة القدم، هذا أمر ليس بجديد، ومهووس أيضاً بتغييراته التكتيكية الكثيرة، هو الذي يبحدث دائما الكماليّة، لذا ما من تشكيك في نسبة ذكائه الكروي.
ولكن بعد أن حقّق لقب دوري الأبطال في مناسبتين مع برشلونة في بداية مسيرته التدريبيّة عامي 2009 و2011، هو لم يتجاوز الدور نصف النهائي في ثلاثة مواسم مع بايرن ميونيخ الألماني فيما لم يتخطّ عقبة دور ربع النهائي مع سيتي بعد إقصاء للموسم الثالث توالياً.
أمام ليون، اختار غوارديولا اللعب بثلاثة لاعبين في قلب الدفاع، إذ أجرى تعديلاً تكتيكياً على التشكيلة التي فازت على ريال مدريد في إياب ثمن النهائي معتمداً تشكيل 3-5-2 غير المشهور به، فدخل اسم المدافع الاإسباني الشاب إريك غارسيا على حساب شاب آخر هو المهاجم فيل فودن، ليلعب إلى جانب الفرنسي إيمريك لابورت والبرازيلي فرناندينيو.
سيتي بدأ المباراة على “طريقة مورينيو”
ووصف موقع “ذي أتلتيك” التشكيلة التي بدأ بها الاسباني أنها أشبه بـ طريقة مورينيو” المدرب البرتغالي لنادي توتنهام والذي اشتهر في مسيرته بأسلوبه الدفاعي، على عكس غوارديولا وكرته الهجوميّة.
وقال مدرب برشلونة السابق بعد المباراة “حاولنا تعزيز نقاط ضعفنا مقارنة بنقاط قوتهم، مثل حقيقة أنهم يهاجمون بشكل جيّد للغاية على الأروقة. ولم أرغب في السماح لهم بتطوير أسلوب لعبهم”.
وسبق أن كرّر بيب قبل اللقاء ضرورة أن يكون فريقه حذراً من ليون الذي أقصى يوفنتوس بطل إيطاليا تسع مرات توالياً من دور ثمن النهائي.
خطر الثقة المفرطة في لاعبيه بعد أن أصبح سيتي أول فريق يقصي ريال مدريد بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان من دوري أبطال أوروبا عندما أخرجه من ثمن النهائي، كان حقيقياً.
ولكن بالنظر إلى التشكيلة الأساسية التي بدأت المباراة، تساءل البعض “هل كان سيتي خائفاً من ليون؟
وبدا ذلك في الشوط الأول تحديداً حيث انتظر سيتي للعودة إلى تشكيلته الكلاسيكسية 4-3-3 بعد مرور ساعة على انطلاق المباراة من أجل الظهور بمستواه المعهود.
وسبق أن صرح الألماني توماس مولر مهاجم بايرن ميونيخ لصحيفة “ذي اتلتيك” في شباط/فبراير الفائت أنه “في المباريات الاقصائية، يكون بيب دائماً حائراً بين التنبه واحترام نقاط قوة الخصم والحفاظ على معتقداته وأسلوبه الذي يؤمن به”.
بين التكتيك والمغامرة
فيما اعتبر الألماني الآخر لوثر ماتيوس الفائز بجائزة الكرة الذهبية عام 1990، أنه “في مباراة خروج المغلوب، الامر أشبه بنهائي، يجب أن تلعب على نقاط قوتك ولا يجب أن تقوم بالتجارب. لقد أضعف فريقه لمدة 60 دقيقة”.
لكن لا يبدو أن غوارديولا يعتزم توجيه نقد ذاتي في هذه النقطة.
إذ قال بعد المباراة “نحن نعرف هذه المسابقة، على أرض الملعب يجب أن تكون جاداً ولا تستقبل الأهداف (…) تظهر الإحصائيات أننا كنا جيدين، وتفوقنا على الخصم في جميع المجالات، ولكن هذا لم يكن كافياً”.
وانتظر بيب حتى الدقيقة 84 لإشراك الإسباني دافيد سيلفا فيما بقي كل من فودين والبرتغالي برناردو سيلفا على دكة البدلا، بعد أن أدخل الجزائري رياض محرز في الدقيقة 56 بدلا من فرناندينيو.
مما لا شكّ فيه أن اللوم لا يقع كاملا على غوارديولا، إذ إن تمركز كايل ووكر الخاطئ أدّى إلى افتتاح ليون التسجيل عبر الإيفواري ماكسويل كورنيه، وخسارة الكرة قرب منطقته أدى إلى هدف الفريق الفرنسي الثاني، فيما أهدر رحيم ستيرلينغ بصورة غريبة فرصة مذهلة لمعادلة الأرقام 2-2 امام باب المرمى الخالي قبل 59 ثانية من تسجيل موسى ديمببيلي هدفه الشخصي الثاني والثالث لفريقه ليحسم النتيجة.
ولكن إذا ما أراد غوارديولا استعادة المجد الأوروبي يوما ما، عليه التمييز بين العبقرية التكتيكية والمغامرة.
المصدر: وكالات