ماكيني الأميركي الواعد يُثبّت أقدامه في صفوف يوفنتوس
يعتبر لاعب الوسط الأميركي الموهوب ويستون ماكيني رمزاً لجيل جديد قادم في سماء يوفنتوس، بطل الدوري الايطالي لكرة القدم في الأعوام التسعة الأخيرة، إلى جانب الواعدين السويدي ديان كولوشيفسكي وفيديريكو كييزا والهولندي ماتيس دي ليخت.
أصبح ماكيني المولود في ولاية تكساس والبالغ من العمر 22 عاماً أوّل لاعب من الولايات المتحدة يدافع عن ألوان عمالقة تورينو، عندما وصل من نادي شالكه الألماني الصيف الماضي على سبيل الإعارة.
أشاد المدرب أندريا بيرلو بالدولي الأميركي الشاب ووصفه بأنه “صخرة”، في فترة صعبة لأبطال إيطاليا مع أزمة الإصابات المستمرة التي تضرب صفوفه.
ويعوّل يوفنتوس على ماكيني الثلاثاء عندما يستقبل بورتو البرتغالي في إياب ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا بهدف تعويض خسارته 1-2 ذهاباً.
وكان كييزا (23 عاماً) أعاد الأمل لفريق “السيدة العجوز” في مباراة الذهاب عندما سجّل هدفه الوحيد في الدقيقة 82، وبالتالي يحتاج رجال المدرب بيرلو إلى الفوز بهدف وحيد أو أكثر لمواصلة المشوار في المسابقة القارية العريقة التي يسعون إلى لقبها للمرة الثالثة في تاريخهم والأولى منذ 1996، وتفادي الخروج من ثمن النهائي للمرة الثانية توالياً.
دور مؤثّر
ساهم ماكيني بشكل كبير في إنهاء يوفنتوس لدور المجموعات في الصدارة أمام برشلونة الإسباني بتسجيله الهدف الثاني في مرمى الفريق الكاتالوني (3-صفر) في الجولة السادسة الأخيرة بملعب “كامب نو” في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وبالتالي الثأر للخسارة صفر-2 في تورينو في الجولة الثانية، فخطف فريقه الصدارة بفارق المواجهات المباشرة.
كان ثاني هدف في المسابقة القارية العريقة لماكيني بعد أن سجّل هدفا بألوان شالكه في مرمى لوكوموتيف موسكو الروسي (1-صفر) في العاصمة الروسية في الجولة الثانية لدور المجموعات موسم 2018-2019.
تألّق ماكيني مع فريق السيدة العجوز منذ انضمامه إلى صفوفه، ما دفع بطل إيطاليا الأربعاء الماضي إلى تفعيل بند شرائه من النادي الألماني وتعاقد معه حتى 2025 مقابل 18,5 مليون يورو.
وقال بيرلو: “اخترناه لصفاته، وتابعناه”، مضيفاً “الآن بعد أن تم شراؤه على الفور، لا يمكنه أن يعتقد أنه وصل، إنها نقطة انطلاق فقط”.
وتابع “إذا كان يعتقد أنه وصل إلى القمة فقد أخطأ وبالتالي فهو ليس على الطريق الصحيح”.
لم يكن هناك سوى عدد قليل من اللاعبين الأمريكيين الذين احترفوا في الدوري الإيطالي على مر السنين، مثل مايكل برادلي في كييفو وروما، أرماندو فريغو في فيورنتينا وأليكسي لالاس في بادوفا.
وقال ماكيني عن اللعب إلى جانب أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو: “لقد نشأت وأنت تشاهد هؤلاء اللاعبين، وتعشقهم وتلعب بهم في ألعاب الفيديو والآن هم زملاؤك في الفريق، إنه حلم أصبح حقيقة”.
صخرة في وسط الملعب
على الرغم من الإصابات المزعجة والإصابة بفيروس كورونا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ظلّ ماكيني خيارًا موثوقًا به لأبطال الدوري الإيطالي، حيث سجّل خمسة أهداف في 32 مباراة.
قال بيرلو بعد الخسارة أمام بورتو والتي لعبها الأميركي أساسياً حتى الدقيقة 63 عندما استبدله بالمهاجم الإسباني ألفارو موراتا: “ماكيني ليس في قمة مستواه بنسبة 100 في المائة، ولديه مشكلة في الفخذ، لكنه صخرة وتحمل اللعب رغم الاصابة لأنه لم يكن لدينا الكثير من اللاعبين المتاحين”.
وجاءت الخسارة في البرتغال بعد أربعة أيام من السقوط أمام المضيف نابولي صفر-1 في الدوري. منذ ذلك الحين، عاد يوفنتوس إلى المسار الصحيح في الدوري بكسبه 10 نقاط من أصل 12 ممكنة، وعزّز موقعه في المركز الثالث بفوزه على لاتسيو 3-1 السبت مع مباراة مؤجلة ضد نابولي سيخوضها في 17 آذار/مارس الجاري.
إنجازات ماكيني مع ناديه ومنتخب بلاده الذي سجل له أسرع هاتريك في تاريخ كرة القدم الأمريكية بثلاثة أهداف في 13 دقيقة في مرمى كوبا (7-صفر) في دوري أمم الكونكاكاف في عام 2019، ساهمت بشكل كبير في اختياره أفضل لاعب كرة قدم أمريكي لعام 2020.
وقتها قال ماكيني لقائد المنتخب الاميركي السابق كارلوس بوكانيغرا لدى سماعه أنه فاز بالجائزة: “هذا شيء كبير، أتذكر عندما كنت في منتخبنا تحت 17 عامًا ولم يكن المسؤولون يفكرون وقتها في مشاركتي في كأس العالم تحت 17 عامًا أو التصفيات”، مضيفاً “الوصول إلى هذه النقطة، إنها رحلة طويلة وطويلة بالتأكيد”.
أمضى ماكيني جزءًا من طفولته في ألمانيا حيث عمل والده مع القوات الجوية الأميركية في قاعدة رامشتاين بالقرب من كايزرسلاوترن.
انضم إلى إف سي فينيكس أوترباخ الألماني في عام 2004. لدى عودته إلى الولايات المتحدة، لعب ماكيني مع فريق الشباب التابع لفريق إف سي دالاس لمدة سبع سنوات قبل أن ينتقل إلى شالكه في عام 2016.
الكأس الأولى
خاض ماكيني 91 مباراة مع شالكه في الدوري الألماني وسجّل خمسة أهداف.
حرص بيرلو عقب استلامه الادارة الفنية ليوفنتوس خلفا لماوريتسيو ساري إثر خيبة أمل دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، على ضم العديد من المواهب الشابة في مقدّمتها ماكيني ولاعب وسط برشلونة الدولي البرازيلي آرثر (24 عاما)، على حساب المخضرمين البوسني ميراليم بيانيتش والارجنتيني غونسالو هيغواين والفرنسي بليز ماتويدي.
تعاقد مع كولوشيفسكي (20 عاما) من بارما، ومع كييزا (23 عاماً) على سبيل الإعارة من فيورنتينا، فيما عاد موراتا (28 عاما) إلى يوفنتوس حيث لعب مع بيرلو من 2014-2016.
سجّل يوفنتوس 36 هدفاً في جميع المسابقات بفضل التعاقدات الجديدة: أحرز موراتا 16 هدفا بينها ستة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وكييزا عشرة أهداف، وماكيني خمسة أهداف والغلة ذاتها لكولوشيفسكي، وآرثر هدفا واحدا.
وقال ماكيني لدى فوزه بأول لقب مع يوفنتوس عندما نال الكأس السوبر الإيطالية في 20 كانون الثاني/يناير الماضي على حساب نابولي (2-صفر): “لا يمكن للكلمات أن تصف الشعور بأنك تمكنت أخيرًا من رفع كأس”، مضيفًا أنه يأمل “أن تكون الأولى من بين العديد من الألقاب”.
المصدر: وكالات