مانشستر سيتي يلاحق هالاند بعد وداعه لأغويرو
يُلاحق مانشستر سيتي الإنكليزي النرويجي الشاب إرلينغ هالاند مهاجم ضيفه بوروسيا دورتموند الألماني، خصمه في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا الثلاثاء، ساعياً للتعاقد معه، في حين يتحضر الـ “سيتيزنز” لوداع هدافه التاريخي الأرجنتيني سيرخيو أغويرو مع نهاية عقده في نهاية الموسم الحالي.
ولكن، قبل أن يتحقّق حلم انتقال هالاند، المولود في مدينة ليدز الإنكليزية، إلى ملعب الاتحاد في الموسم المقبل، سيكون المهاجم النرويجي الخطر الأبرز المحدق برجال المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا.
فشل متصدّر الدوري الإنكليزي الممتاز مذ تسلم غوارديولا زمام التدريب في تخطي ربع نهائي المسابقة القارية الأعرق، في الأعوام الأربعة الاخيرة، إلاّ انه يأمل هذا الموسم في التخلص من هذه اللعنة متسلحاً بفوزه في 26 من مبارياته الـ 27 الأخيرة في مختلف المسابقات، وإبقاء آماله حيّة في إحراز رباعيّة تاريخيّة.
وحفر أغويرو اسمه في كتاب تاريخ نادي مدينة مانشستر كأفضل هداف مع 257 هدفا، منها الهدف الخالد الذي منح سيتي لقبه الأول في الدوري بعد 44 عاما من السنوات العجاف، في موسم 2011-2012.
ومن ذلك الوقت ساهمت أهداف الأرجنتيني الدولي في فوز سيتي بثلاثة ألقاب إضافية في الدوري، مع لقب خامس هذا الموسم على الطريق الذي لم يعد سوى مسألة وقت، حيث يحكم سيتي قبضته على الصدارة مع 74 نقطة متقدما بفارق 14 نقطة عن مطارده المباشر “جاره” اللدود يونايتد.
وأثنى غوارديولا على هدافه واصفاً أهدافه بأنها “لا تعوض”، ليس فقط من ناحية هزّ الشباك أو الكؤوس بل في قلب ووجدان جماهير سيتي التي عاشت في ظل وعقدة “الجار” يونايتد لأعوام طويلة قبل أن يحطّ أغويرو الرحال في ملعب الاتحاد.
ويتأرجح الموسم الحالي للهداف الأرجنتيني بين لعنة الإصابات وتعرّضه لفيروس كورونا، فلم يسجّل سوى 3 أهداف.
“فان باستن وليبرون جيمس”
وبينما يمرّ أغويرو بفترة صعبة، يعيش العملاق هالاند (1,94 م) على وقع التسجيل مع 49 هدفاً في 50 مباراة لدورتموند، ما وضعه على قمة لائحة اللاعبين المرشّحين لخلافة الأرجنتيني في سيتي.
وبات هالاند أسرع لاعب يسجل 20 هدفا في 14 مباراة في مسابقة دوري الأبطال خاضها بألوان فريقيه السابق ريد بول سالزبورغ والحالي دورتموند، علما بأن البرتغالي كريستيانو رونالدو وصل إلى 20 هدفا بعد 56 مباراة، فيما احتاج الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى 40 مباراة لتحقيق هذا الإنجاز.
ومع سالزبورغ، بات في خريف 2019 أول لاعب دون 20 عاما يسجّل على الأقل هدفا في مبارياته الخمس الأولى في دوري الأبطال، وفي أول مشاركة له في دور المجموعات، سجل 8 مرات في 6 مباريات في موسم 2019-2020، ليصبح ثالث أصغر لاعب يحقق هذا الانجاز في المسابقة الأوروبية منذ المهاجمين الإسباني راوول والانكليزي واين روني.
وبفضل موهبته الجارفة، لم يبقَ هالاند كثيرا في مدينة الموسيقار العالمي موزار، لينتقل في كانون الثاني/يناير إلى دورتموند حيث تحوّل إلى ظاهرة في غضون 15 يوماً: سجّل 7 أهداف في مبارياته الثلاث الأولى.
كما بات هذا الموسم، أول لاعب في التاريخ يسجل 4 ثنائيات تواليا في المسابقة العريقة، لذا على سيتي أن يخشى على نفسه من متصدر ترتيب الهدافين مع 10 أهداف في 6 مباريات بعدما غاب عن مباراتين في دور المجموعات.
وكتبت صحيفة ليكيب الفرنسية العام الماضي بعد ثنائية هالاند في مرمى باريس سان جيرمان في ثمن نهائي دوري الأبطال “قد يكون ظهور الموهبة الخارقة لهالاند مخيفاً، مع مظهره وكأنه ماركو فان باستن الذي ابتلع ليبرون جيمس على الإفطار”.
وبفضل تألقه داخل منطقة الجزاء، تضاعف سعر النرويجي حيث يطالب دورتموند بـ 180 مليون يورو للتخلي عن هدافه بعدما كان قد تعاقد معه مقابل 20 مليونا في كانون الثاني/يناير 2020.
“أعرف ماذا يريد”
وعلى الرغم من أنه مرتبط مع فريقه الحالي بعقد حتى 2024، اختار ممثلا الهداف، وكيل أعماله الأشهر في عالم الكرة المستديرة مينو رايولا واللاعب السابق والده آلف-إينغه مساراً غير مألوف على الساحة الأوروبية، من خلال القيام بجولة إغرائية-استكشافية في كل من إسبانيا (برشلونة وريال مدريد) وإنكلترا (سيتي وليفربول) بحثاً عن فريق مستقبلي لابن العشرين عاماً.
وفي خضم ما يحصل، صرّح غوارديولا الجمعة بأن التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا قد تمنع متصدر الدوري الممتاز من إمكانية تعويض الهداف التاريخي أغويرو.
ورأى المدرب الإسباني أن سيتي الذي يقارع هذا الموسم على أربع جبهات ويسير بثبات نحو استعادة لقب الدوري الممتاز من ليفربول، يملك ما يكفي من المواهب لكي يتعامل مع خسارة جهود أغويرو.
أشار ميكايل تسورك المدير الرياضي في دورتموند إلى نية هدافه هالاند قائلا “أنا مطمئن جدا لهذه القضية لأني أعرف ماذا يريد”.
ويواجه دورتموند بدوره مصيرا مجهولا ماليا حيث أن خسارته 1-2 أمام أينتراخت فرانكفورت الرابع في المرحلة 27، جمدت رصيده عند 43 نقطة في المركز الخامس متأخرا بفارق 7 عن آخر المراكز المؤهلة الى مسابقة دوري الأبطال، وذلك قبل 7 مراحل من النهاية.
واعترف مدافع دورتموند ماتس هوملس بصعوبة المرحلة التي يمر بها فريقه قائلا “في حال كنت واقعياً، حتى مع 6 أو 7 انتصارات من الصعب إنهاء (الدوري) في المركز الرابع”.
وستكون مهمّة الاحتفاظ بهالاند لخوض مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” في الموسم المقبل صعبة بالنسبة لتسورك، بصعوبة مهمة المدافعين إيقاف الهداف النرويجي عن هز الشباك.
المصدر: وكالات