قصة كأس .. مونديال 86 إنها بطولة مارادونا (13/21)

كأس العالم محطة ثابتة كل أربع سنوات، شهر من كرة قدم يأسر قلوب مئات الملايين، سواء كانوا من الشغوفين باللعبة أم لا. بطولة كانت في نسخها الأولى مجرد تجمعات بسيطة رفض البعض المشاركة فيها، لينقلب المشهد بعدها، الدول تتسابق لإستضافة العرس الكروي، الذي تجاوز في  كثير من الأحيان طابعه الرياضي منه الى السياسة والإقتصاد. كثيرة هي الأحداث والمحطات التي مرت بها البطولة قبل أن تصل الينا بشكلها الحالي فأليكم  ” قصة كأس ” و (سجل الأبطال) للنسخ الـ 21 التي لُعبت حتى الآن.

كان من المقرر أن تقام النسخة الثالثة عشر من كأس العالم على الأراضي الكولومبية، لكن الأخيرة أقرت بعجزها عن التنظيم بسبب شروط (الفيفا) التي قام مندوبوها بجولات في كولومبيا أكدت عدم جاهزية هذا البلد لإستضافة حدث بحجم المونديال.

بعد منافسة مع كل من كندا و الولايات المتحدة الأمريكية استطاعت المكسيك أن تحصل على شرف تنظيم البطولة لتصبح بذلك أول دولة تنظم تلك البطولة مرتين على أرضها بعد البطولة التي استضافتها عام 1970. قبل ثمانية أشهر من الموعد المقرر لإنطلاق البطولة، ضرب زلزال شديد المكسيك، فحامت شكوك حول قدرتها على إستضافة الحدث، لكن الملاعب لم تتأثّر لتقام البطولة في موعدها خلال الفترة من 31 مايو ولغاية 29 يونيو من العام 1986.

12 ملعب في إحدى عشرة مدينة إحتضن المباريات التي بلغت 52 مباراة تم فيها تسجيل 132 هدفًا  رفع خلال البطولة ثماني بطاقات حمراء و 135 بطاقة صفراء. بعد تصفيات شاركت فيها 121 دولة، تأهل 24 منتخباً الى النهائيات بينها ثلاث منتخبات عربية، قسّمت إلى ستّ مجموعات من أربع منتخبات، يتأهّل الأول والثاني إلى دور الـ 16 إلى جانب أفضل أربعة منتخبات تحتلّ المركز الثالث.

تصدّرت الأرجنتين المجموعة الأولى بفوزين على كوريا الجنوبية (3-1) وبلغاريا (2-0)، وتعادلت أمام إيطاليا (1-1)، فتأهّلت إلى جانب إيطاليا وبلغاريا. في المجموعة الثانية، ودّعت العراق المونديال دون أن تحقّق أيّ نقطة، خسرت في جميع مبارياتها الثلاثة أمام الباراغواي (0-1) وبلجيكا (1-2) والمكسيك (0-1)، وتأهّلت المنتخبات الثلاثة الأخرى إلى الدور المقبل.

المجموعة الرابعة ضمت منتخبا عربيا آخر هو الجزائر الذي تعادل مع أيرلندا الشمالية بهدف لمثله، وخسرت في الثانية أمام البرازيل بهدف نظيف، ومع إسبانيا في المباراة الأخيرة بثلاثة أهداف دون مقابل. وحده منتخب المغرب كان العلامة الفارقة عربيا، بعد أن تصدر المجموعة السادسة بتغلّبه على البرتغال (3-1) والتعادل مع إنكلترا وبولندا.

في دور الـ 16، أنهت المانيا الغربية أحلام المغاربة وفازت عليهم بهدف نظيف سجّله أسطورة المنتخب الألماني لوتار ماتيوس قبل نهاية المواجهة بدقيقتين من ركلة حرة أخفق الحارس بادو الزاكي في التصدي لها. شهدت مباراة الاتحاد السوفيتي وبلجيكا أشواطا إضافية انتهت بفوز بلجيكا بأربعة أهداف لثلاثة، أما المباريات الأخرى، فقد انتهت كلها في الوقت الأصلي، لتتأهّل منتخبات المكسيك، البرازيل، الأرجنتين، فرنسا، إنكلترا، وإسبانيا.

 

المغرب كان أول منتخب عربي يتخطى دور المجموعات في كأس العالم

حسمت ثلاثة مواجهات في ربع النهائي بركلات الترجيح، وهي مباراة فرنسا ضد البرازيل (4-3)، والمكسيك ضد المانيا الغربية (1-4)، وإسبانيا ضدّ بلجيكا  (4-5). أما المباراة الأكثر شهرة فكانت فوز الارجنتين على إنكلترا، بعدما سجّل مارادونا هدفه الشهير باليد دون أن يلاحظ الحكم، وأضاف هدفا آخر بعد أن تخطّى خمسة من لاعبي إنكلترا واحدا تلو الآخر، قبل أن يضع الكرة في الشباك لتفوز بلاده (2-1).

وواصل مارادونا تألّقه في نصف النهائي، وتمكّن من تسجيل هدفين في مرمى بلجيكا قاد بهما منتخب بلاده إلى المباراة النهائية. في اللقاء الآخر، فازت ألمانيا الغربية على فرنسا بهدفين دون مقابل، سجّلهما أندرياس بريمه عند الدقيقة التاسعة، ورودي فولر في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي.

أقيم نهائي كأس العالم بين ألمانيا والأرجنتين في العاصمة مكسيكو سيتي على ملعب أزتيكا، بحضور  114.600 ألف متفرّج. تقدّم منتخب الأرجنتين بقيادة مارادونا بهدفين من توقيع خوسيه لويس براون وخورخي فالدانو، لكن الألمان ردو بالمثل عن طريق رودي فولر وكارل هاينتس رومنيغه، لكن الكلمة الأخيرة لكانت لـ خورخي بوبوتشاغا الذي سجل الهدف الثالث في مرمى ألمانيا لتفوز الأرجنتين باللقب لمرة ثانية وأخيرة في تاريخها (إنفوغراف أبطال العالم).