قصة كأس … فرنسا تفوز وتبقي البطولة بين الكبار (21/21)

كأس العالم محطة ثابتة كل أربع سنوات، شهر من كرة قدم يأسر قلوب مئات الملايين، سواء كانوا من الشغوفين باللعبة أم لا. بطولة كانت في نسخها الأولى مجرد تجمعات بسيطة رفض البعض المشاركة فيها، لينقلب المشهد بعدها، الدول تتسابق لإستضافة العرس الكروي، الذي تجاوز في  كثير من الأحيان طابعه الرياضي منه الى السياسة والإقتصاد. كثيرة هي الأحداث والمحطات التي مرت بها البطولة قبل أن تصل الينا بشكلها الحالي فأليكم  ” قصة كأس ” و (سجل الأبطال) للنسخ الـ 21 التي لُعبت حتى الآن.

4 منتخبات عربية حضرت للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم 2018، التي أقيمت بنسختها الـ 21 على الأراضي الروسية بغياب منتخبي إيطاليا وهولندا. شارك 32 منتخبا في النهائيات بعد خوض 210 دولة التصفيات في رقم قياسي جديد، من بين المتأهلين كانت أيسلندا وبنما. لعبت البطولة خلال الفترة من 14 يونيو إلى 15 يوليو، وسجل فيها 171 هدفاً في 64 مباراة بمعدل 2.64 هدف.

شهدت البطولة الكثيرة من التحسينات، نتيجة الاخطاء التحكيمية المؤثرة وبعد نقاش مستفيض تم اللجوء إلى تقنية حكم الفيديو المساعد الجديد (VAR) ، لأول مرة في كأس العالم بات بالإمكان تغيير قرارات الحكم بعد مراجعة الموقف باستخدام لقطات فيديو. كما سمح الاتحاد الدولي للعبة بإجراء تبديل رابع في حال انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل ولعب أشواط إضافية.

أقيمت البطولة التي إستضافتها روسيا لاول مرة في تاريخها على 12 ملعبا دون تغييرات في نظام المسابقة، تكرر خروج حامل اللقب من دور المجموعات، وهذه المرة أتى الدور على ألمانيا بطلة 2014 التي فشلت في التأهل بخسارتين أمام المكسيك وكوريا الجنوبية وإنتصار يتيم على السويد. كما غادرت جميع المنتخبات العربية البطولة باكرا.

ضم المنتخب الفرنسي في نسخة 2018 كوكبة من النجوم في مقدمهم الصاعد كليان مبابي بالإضافة الى أسماء كبيرة في الوسط والدفاع، مكنت الديوك بقيادة مدربهم (ديديه ديشامب) من إستعاد بريق الكرة الفرنسية بفوز مستحق على الأرجنتين 2-4، بعد مباراة حفلت بالإثارة والأهداف في مستهلّ مباريات دور الـ 16 وسجل خلالها الفرنسي بافاراد أجمل أهداف البطولة. مرة أخرى فشل ليونيل ميسي في قيادة منتخب بلاده نحو اللقب العالمي.

حقق منتخب الأوروغواي فوزا مستحقا على البرتغال 1-2، بدورها فازت روسيا على إسبانيا 3-4 بركلات الترجيح إثر انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، وتفوّقت البرازيل على المكسيك بهدفين دون مقابل، أما بلجيكا صاحب العروض الجميلة بقيادة كيفين دي بروين ففازت على اليابان 2-3، وعاد منتخب السويد إلى دور الربع النهائي بعد غياب 24 سنة إثر تغلّبه على المنتخب السويسري بهدف دون مقابل. وأطاح المنتخب الإنكليزي بنظيره الكولومبي بركلات الترجيح (3-4) بعد التعادل بالوقت الأصلي والإضافي بهدف لمثله.

إستخدمت تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) لأول مرة لتساهم في الحد من الأخطاء التحيكيمة المؤثرة في المباريات

قبل بطولة 2018 ، فازت ثماني دول فقط بكأس العالم. أدى غياب منتخبات كإيطاليا وهولندا والخروج المبكر لألمانيا وإسبانيا الى  ظهورمنتخبات أخرى في الادوار المتقدمة للبطولة لاسيما بلجيكا وكرواتيا التي إستحقت عن جدارة لقب ” نجمة الأشواط الإضافية”

فبعد أن فازت بركلات الترجيح على الدنمارك في دور الـ 16، خاضت أشواط إضافية وركلات ترجيح أيضا امام روسيا في دور الـ 8، لتتأهل الى نصف النهائي وتواجه منتخب إنكلترا الذي تخطى السويد في ربع النهائي فكانت كلمة الفصل لنجم ريال مدريد لوكا مودريتش ورفاقه ففازوا 2-1 ليتأهلوا الى نهائي كأس العالم لأول مرة في تاريخ البلاد. على المقلب الآخر، تقدمت فرنسا بخطى ثابته وفازت على أوروغواي 2-صفر، ثم على بلجيكا بقيادة دي بروين 1 – صفر لتبلغ النهائي الثالث في تاريخها.

لُعب النهائي على أرضية ملعب لوجنيكي في موسكو عاصمة روسيابحضور 78,011 مُشجع، بينما شاهدها عبر التلفاز أكثر مليار مشاهد، وأدارها الحكم الأرجنتيني نيستور بيتانا.

بهدف عسكي سجله ماريو ماندزوكيتش وهو الأول في نهائي كأس العالم تقدمت فرنسا عند الدقيقة 18، بعدها بعشر دقائق عدَّل إيفان بيريشيتش النتيجة ، ثم تحصل الفرنسيون على ركلة جزاء بعد الرجوع لتقنية الفيديو نفذها أنطوان غريزمان ثم أضاف بول بوغبا الهدف الثالث في الدقيقة 59، وضاعف بعدها كيليان مبابي النتيجة 4–1، ليصبح ثاني أصغر لاعب يسجل في نهائي كأس العالم بعد بيليه في 1958، كما سجل ماندزوكيتش الهدف  الثاني لكرواتيا، لتنتهي المباراة بنتيجة 4–2 لصالح فرنسا.

حقق منتخب فرنسا لقبه الثاني في المسابقة، ونجح ديدييه ديشان بأن يتوج باللقب لاعبا عام 1998 ومدربا في 2018. يعتبر هذا النهائي الأعلى تهديفيًا منذ نهائي 1966.